اختبارات لرصد التهاب الكبد الوبائي «سي».. قد تكون ضرورية


توصي «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها» كل من ولد بين عامي 1945 و1965، الذين يطلق عليهم اسم جيل «طفرة المواليد»، بالخضوع لفحص فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» hepatitis C.
ويذكر «المركز» أن نحو مليوني أميركي بالغ يعلمون بأمر إصابتهم بهذا المرض، وينتمي 75 في المائة منهم إلى جيل «طفرة المواليد». ومن المحتمل أن يكون 1.5 مليون شخص ينتمي إلى هذا الجيل، مصابين بهذا المرض لكنهم لا يعلمون وبالتالي لا يخضعون للعلاج. وقد يمثل هذا المرض تهديدا لحياتهم.
ويقول الدكتور ستانلي روزنبيرغ، اختصاصي الجهاز الهضمي في «مركز بيت إسرائيل الشماسة الطبي» التابع لجامعة هارفارد: «عليك أن تدرك أن التهاب الكبد الوبائي (سي) يتطور بصمت. إذا تم اكتشافه بعد فشل الكبد، سيكون أوان إنقاذ الكبد قد فات. إجراء الفحص سهل جدا».
ويكون ملمس الكبد السليم في العادة ناعما، في الوقت الذي يكون فيه ملمس الكبد المتليف غير طبيعي. ويكون النسيج الداخلي للكبد المتليف مليئا بالندوب ويؤثر على عمل العضو.
أمور حيوية
* التهاب الكبد الوبائي «سي» مرض فيروسي يهاجم الكبد ويمكن أن يتسبب في تليفه، مما يترك ما يشبه الندوب على الكبد ويؤدي إلى خلل في وظيفته. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التهاب الكبد الوبائي «سي» إلى الإصابة بسرطان الكبد أو الفشل الكبدي. مع الأسف، تزداد عدد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي «سي»، وكذا حالات الوفاة بسبب هذا المرض بحسب «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها». وزاد «مركز بيت إسرائيل» عدد الأطباء في السنوات القليلة الماضية لتلبية متطلبات المرض.
ويقول الدكتور مايكل كاري، المدير الطبي لزراعة الكبد في «مركز بيت إسرائيل»: «يعد التهاب الكبد الوبائي أكثر مرض نعالجه، حيث تفوق عدد الحالات المصابة بهذا المرض أكثر الحالات المصابة بالأمراض الأخرى التي نعالجها. إنه أكثر الأسباب شيوعا لزراعة الكبد في برنامجنا». وفي الوقت الذي تستهدف فيه إرشادات «مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها» كل الذين ولدوا ما بين عامي 1945 و1965، من المهم أن يخضع المعرضون لاحتمال الإصابة بهذا المرض للفحص الطبي.
ومن العوامل الشائعة للإصابة بهذا المرض الخضوع من قبل إلى علاج وريدي، وتعدد العلاقات الجنسية، والخضوع لعملية نقل الدم قبل عام 1992 وهو العام الذي شهد بداية إجراء فحص التهاب الكبد الوبائي «سي» في بنوك الدم.
الاختبار
* قد يكون الاختبار المبدئي لالتهاب الكبد الوبائي «سي» مجرد فحص دم بسيط. ويمكن لطبيب الرعاية الصحية الأولية أن يطلب إجراء هذا الاختبار ضمن فحوص الدم العادية الأخرى أو كفحص منفرد. ويبحث الاختبار عن وجود أجسام مضادة للفيروس، فإذا تم العثور عليها، فهذا يعد دليلا على وجود عدوى، وحينها ينبغي أن تخضع لفحص مدى تركيز الفيروس على حد قول الدكتور روزنبيرغ. وهذا الفحص يبحث عن حجم وجود الفيروس في الدم.
ويشير التركيز الفيروسي «المنخفض» إلى سهولة علاج المرض، في حين يشير التركيز الفيروسي «المرتفع» إلى صعوبة علاج المرض حتى باستخدام عقاقير ووسائل مكثفة.
العلاج
* يتطور علاج التهاب الكبد الوبائي «سي» كل عام. وأهم عنصر لتحديد العلاج المناسب هو فهم النمط الجيني للعدوى. والنمط الجيني هو نوع الفيروس. وهناك 6 أنواع أساسية لالتهاب الكبد الوبائي «سي» على حد قول كاري. النمط الجيني الأول هو الأكثر شيوعا ويأتي بعده في الترتيب النمط الجيني الثاني والثالث.
ويوضح قائلا «يستجيب النوعان الثاني والثالث للعلاج التقليدي لهذا المرض وهو الإنترفيرون والريبافيرين، في حين لا يستجيب النمط الجيني الأول كثيرا إلى العلاج بهذه العقاقير. ويشمل علاج النمط الجيني الأول حاليا استخدام مثبطات الإنزيم البروتيني الجديدة مثل التيلابريفير (إنسيفيك) وبوسيبريفير (فيكتريليس)، فضلا عن الإنترفيرون والريبافيرين (كوبيغاس ريبيتول). ويتم حقن المريض بالإنترفيرون مرة في الأسبوع، بينما يتناول العقاقير الأخرى وهي أقراص يوميا». وزادت إضافة هذه العقاقير نسبة النجاح في علاج النمط الجيني الأول بقدر كبير. ووافقت إدارة الغذاء والدواء على البوسيبرفير والتيلابريفير عام 2011.
وتختلف مدة العلاج باختلاف درجة استجابة المريض. ويقول دكتور كاري: «إذا كانت استجابتك للعلاج جيدة وسريعة، سيستغرق العلاج نحو 24 أسبوعا، لكن إذا لم تكن استجابتك على هذا النحو، سيستغرق العلاج نحو 48 أسبوعا. وبمجرد إتمامك العلاج، تخضع لفحص التركيز الفيروسي مرة أخرى».
وغالبا سيكون الفيروس قد اختفى، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أشهر بعد التوقف عن تناول العلاج، فيمكن القول حينها إنك قد شفيت تماما. وحسب تجربتي، فإن نسبة حدوث ذلك لدى المرضى المصابين بالنمط الجيني الأول 70 في المائة، وتتراوح نسبته لدى المرضى المصابين بالنمط الجيني الثاني والثالث بين 80 و90 في المائة.
أما بالنسبة لمن لا يستجيبون للعلاج، فيقول الدكتور كاري إنهم سيخضعون إلى فحوص إضافية لمعرفة وجود تليف أو فشل في الكبد. وسيكون على هؤلاء المرضى تعلم التعايش مع هذا المرض رغم توضيحه أن المرضى المصابين بتليف الكبد قد يبقون على قيد الحياة لمدة عشر سنوات. مع ذلك يقول، إن هناك اختبارات تجرى لعدد كبير من العقاقير الجديدة، وربما توافق إدارة الغذاء والدواء عليها خلال فترة تتراوح ما بين عامين وخمسة أعوام.