مرض الغدة النكافية للكبار



أول ما تفكر به الأم حينما تلاحظ ورما في وجه طفلها ، وخاصة تحت الفك الأسفل أو أمام الأذن ، هو النكاف.وفي بعض الأحيان نجد من الصعب إقناعها بخلاف ذلك . والنكاف من الأمراض التي لا ترعب الأم إلى الحد الذي تفعله الحصبة أو شلل الأطفال مثلا. ولكن هل أن دواعي الخوف نابعة من حقيقة هذا المرض وعلاقته بأحد مضاعفاته الخطرة ألا وهو (العقم) ، أم تعتمد على ما يطرق سمعها من زميلاتها بان النكاف من الأمراض سريعة الانتشار والعدوى والخطرة على صحة الطفل؟
وهل أن النكاف يصيب الأطفال ولا يتعدى إلى آبائهم ؟
النكاف



هو مرض فيروسي بطيء العدوى ! يصيب الأطفال والكبار على السواء ولكن نسبة إصابة الأطفال تبلغ 85% مقابل 15% للكبار.يصيب الغدد اللعابية وخاصة  الغدة النكفية (parotid gland) في مقدمة الأذن. الإصابة بهذا المرض كفيلة بإعطاء الطفل (بعد شفائه) مناعة دائمة ضد المرض .
ينتشر هذا المرض في بقاع عديدة من العالم ، وأكثر الإصابات تحدث في أواخر الشتاء وبداية الربيع، وقد لوحظ أن نسبة إصابة الأشخاص المدنيين أكثر مما هو للقرويين!
أعراض النكاف:
بعد دخول الفيروس للجسم ، يأخذ فترة حضانة تمتد إلى أكثر من عشرين يوما ، حتى ظهور أعراض شبيهة بالتهاب اللوزتين ، مصحوبا بحرارة خفيفة ، نحول عام ، وألم في الأذن وما حولها يشتد عند البلع أو التثاؤب ، بعدها يبدأ ظهور التورم الخاص بالنكاف ، وهو تورم يصيب الغدة النكفية ، حيث يظهر في مقدمة الأذن لجهة واحدة أو لكلتا الجهتين حتى تدفع الغدد المتورمة شحمة الأذن إلى الخارج أو إلى الأعلى .يصاحب هذا التورم ألم وخاصة عند الضغط عليه أو محاولة فحصه باليد .
وبعد عشرة أيام تقريبا يبدأ التورم بالاضمحلال ويصغر حجم الغدد وتختفي معه الأعراض الأخرى من حرارة وصداع ..... الخ.
من الأعراض الخطيرة والتي لا تظهر في أكثر من نصف حالات النكاف ، هي التي تصيب المراكز العليا في الدماغ والجهاز العصبي .
مضاعفات المرض:
من المضاعفات التي يخشى منها الأطباء قبل الآباء هي :
التهاب الخصية والمسالك المنوية : وبرغم أن هذا النوع من المضاعفات قليل الحدوث لكن عواقبه وآثاره قد تكون وخيمة ومؤلمة في مستقبل الطفل أو الشخص المصاب .تصاب الخصيتان بتورم واحمرار ، وألم شديد جدا ، وقد ينتهي حتى بعد شفائه بضمور الخصية، ولو في حالات نادرة ، مما يؤدي إلى العقم وعدم الإنجاب .
-     التهاب البنكرياس : وهو غير شائع الحدوث ويشفى بعد أربعة إلى سبعة أيام .
-     التهاب أغشية السحايا والدماغ : من المضاعفات الشائعة والتي تحدث في حوالي 10% من المصابين وهو من المضاعفات الخطرة .
-     التهاب شغاف وعضلة القلب .
-     التهاب الكليتين
-      التهاب الكبد
-     التهاب الغدة الدرقية
-     التهاب المفاصل .
-     فقدان السمع المؤقت : وذلك لإصابة عصب السمع .
-     شلل العصب الوجهي
المعالجة والوقاية
عند تشخيص المرض لابد من اتخاذ إجراءات احترازية فقط إذا لم يكن الطفل ملقحا باللقاح الخاص بهذا المرض. وهو من اللقاحات المتوفرة في كل مراكز الرعاية الصحية المنتشرة في البلد. وهكذا فان الاطلاع على المضاعفات الخطيرة أعلاه يجب أن يكون داعيا إلى مبادرة الأم وكل أم إلى تحصين طفلها بلمحة بصر ضد هذا المرض الذي يعتبر بسيطا في  حساباتها الشخصية بل وفي حسابات كل واحد منا .
من الاحترازات المهمة في هذا المجال ، هو عزل المصاب (منعا لانتشار المرض ) وهذا من الإجراءات المهمة وخاصة لطلاب المدارس ، لان مجتمع المدرسة يعتبر وسطا خصبا لانتشار هكذا أمراض . لذا فمن الضروري إعطاء الطالب إجازة إجبارية لا تقل عن عشرة أيام من أجل حماية الطلاب الآخرين .
 الإجراء الآخر هو إعطاء أو الإكثار من إعطاء السوائل والأطعمة سهلة المضغ والبلع .
كذلك استعمال الكمادات الباردة أو الحارة وحسب الفصل السنوي أو حسب راحة المصاب .
ويبقى الفاصل في مثل هذه الأمراض والسيف البتار وأداة القمع الفاعلة هو اللقاح الفعال في السنين الأولى من العمر .