نوار ! !

نوَّار

أتيتُ أليك ِ والآمالُ تعصرني 
ونبضُ الشوق فيَّاضٌ بأنهاري 
وشلالٌ من الكلمات ِ يتبعها 
نزيفٌ من وريد ِ الروح ِ فاختاري 
من الأشواق باقاتٌ معطرة ٌ 
كنفح ِ المسك ِ فوَّاحٌ بأزهاري 
وجئت ُ أليك ِ مثل الطفل ِ محتضنا ً 
عيون َ الشعر معزوفات ُ أفكاري
فهذا القلبُ أن سالت ْ جوارحه ُ 
لأفضى الكون ُ شلالا لأشعاري 
أيا قمرا ضوى عمري بهالته ِ
تجلَّتْ فيه ِ أحلامي وأقداري
رياحين ٌ يخبِّئُها شذا امرأة ٍ 
كفيض ِالعطر ِ من أردان ِ عطَّار ِ 
لها وجه ٌ كأنَّ الشمس طلعته ُ 
ومجبرة ٌ تغضُّ الطرفَ أنظاري 
فعينيها كعين ِ الريم ِ باسمة ً 
محجبةً بسيف ٍ يسبي كالنار 
وضحكتها تخبِّرُ عن لآلئها 
بأحجار ٍ كريمات ٍ بأنوار ِ
وشفَّتها من الرُّمان ِ حمرتِها 
مورِّدة ً على الخدينِ أزهاري
فتونٌ يخطفُ الأنظار َ إذْ هلَّتْ 
كجيشِ العزِّ إذ لاحت ْ وثوَّار ِ
فأنْ جاءت على الأقدام ِ ماشيةٌ
يفزُّ الرمل ُ ترحيبا ً بنوّار ِ
وإن ْ عطشت ْ تمنَّى الماءُ سقيتها 
على عجل ٍ يزمزمُ عذبُ أنهاري
فكيفَ الشعر يا نوار أكتبه ُ 
إذا ما كنت ِ يا نوار ُ أفكاري 
وحولي من بنات ِ الغيد ِ مرتعة ً 
أزاهيرٌ بنات ٌ شبه َ أقمار ِ
ولكنِّي أروم ُ لوجه ِ فاتنة ٍ 
أخبّئُ عندها قلبي وأسراري
أسامرها ألملمُ وجدَ عينيها 
وتمسحُ حزن َ آمالي وأعماري 
أصوِّرُها ربيعا ً يغفو في شعري 
يخضّرُ في سكون ِالليل ِ أشجاري
وإن غضبت ْ أمدُّ يدي أعانقها 
فتقْبلُ في سمو ِّ الذات ِ أعذاري