موعد علي ضفاف الحلم !

مَوْعِدٌ عَلى ضِفَاف ِ الْحُلُمْ

كُلُّ يوْم ٍ أُشْعِلُ الشُّمُوع َ
أُرَتِّبُ المَكَانَ
كُلُّ يَوْم ٍ أنْتَظِرُ قُدُومَ امْرَأَةٍ
تَحْمِلُ عَنِّي الأَوْجَاعْ
تُشَارِكنِي فِنْجَان َ قَهْوَتِي
مُنْتَظِراً أَنْ يَأتِي الْمَطَرْ
كُلُّ يَوْمٍ أَعْمَلُ نَفْسَ الأشْيَاءْ
أَرُشُّ الْعِطْرَ الَّذي تَهْوَاهْ
وَأُسْقِي الْوُرُدَ فِي مَرْعَاه ْ
فَالْمَكَانُ هَو الْمَكَانْ
وَالانْتِظَارُ لا يَتْبَعَه ُ غَيْر انْتِظَارْ
وَلا يأْتِي عَلَى بَيْتِي
سِوَى الضَّجَرْ

أُشْعِلُ الشُّمُوعَ مَرَّاتٍ وَمَرَّات ْ
وَأَبْقَى مَنْفِيَّا ً فِي الرُّ كْن ِ الْبَعِيدْ
أَتَلَمّسُ خُطَى امْرَأة ٍ لَمْ تَأْتِي
أتَتَبَّعُ ذَاكِرَة ً أَعْيَاهَا السَّفَرْ
أَتَذَكَّرُ وَجْهَا كَأنَّه ُ الرَّبِيعْ
بِه ِ سُمْرَة ً مِنْ سُمْرَة ِ الْغَجَر ْ
وَرِمْشا ً ذبَّاحا ً
أَتَذَكَّرُ وَجْهَك ِ
الَّذي كَان َ يَخْتَالُ حَيَاء ً وَخَفَرْ
48
فَكَيْفَ لِهَذا الزَّمَنُ الرَّدِيءْ
أَنْ يُكَبِّلَنِي
وَكَيْفَ لِلَّيْل ِ أَنْ يَأْخُذ حَبِيبَتِي مِنِّي
وَيَتْرُكَنِي عَلَى الْمَسَافَاتِ
أَقِيْسُ وَجَعِي فِي مَتَاهَاتِ اللَّيل ِ
أَنْحَنِي لِلألَمِ الْمُعَتَّقْ
ويَسْتَفْرِدُ بِيَ السَّهَرْ
فالَّتِي وَاعَدتْنِي بِأنْ تَجِيءُ
سَاعَة ً فِي لَيْلة ِ الْعُمْرِ
مَضَغَت ْ وَعْدَهَا ، عَبَرَتْ كَحَمَامَة ٍ
وَأَنَا مُنْتَظِرا ً،
عَيْنَايَا تَرْقُبُ كُلَّ لَحْظَة ٍ
عَلَى أَعْتَاب ِ مَوْعِدٍ بِطَعْم ِ السَّمر ْ

لَقَدْ تَخَيَّلْتُ الْيَدَان ِ مُشْتَبِكتَان ِ
وَالْعِطْرُ يَعْبِق ُ بَالْمَكان ِ
هُناك َ صَوْت أَقدَامهَا
رَشَّة الْعَطْر ِ الْجَرِيئَة ْ
هُنَاك َ تَسْتَلْقِي
وَتَسْتَلْقِي عَلَى ظَهْرِهَا الْجَدِيْلَة ْ
وَاعَدَتْنِي بَأنْ تَجِيء
وَلَمْ يَأتِي سِوَى انْتِظَاري وَاحْتِرَاقِي سِوَى الْمَطَرْ
سِوَى شَوْق ٍ يدِبُّ مُعْلِنا ً عَن ْ فَارِس ٍ
عن ْ ثَوْرَة ٍ فِي الْعِشْق ِ
مِنْ رَحِم ِ الضَّجَرْ